جاري تحميل ... أبوزيا عبدالبر

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الأشهر العربيةشهر شعبان

أحاديث عن فضل شعبان / ما ورد في ليلة النصف من شعبان


أحاديث عن فضل شعبان /  ما ورد في ليلة النصف من شعبان



شهر شعبان  :


شَعْبَانُ هو الشهرُ الثامنُ من السَّنَةِ القَمَرِيّةِ أو التقويمِ الهِجْرِيّ.
كانت تسمية هذا الشهرِ كباقي الشهورِ في عصرِ ما قبلَ الإسلامِ وسُمِّيَ هذا الشهرُ بشعبانَ لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم.

فضائل  شهر شعبان  :


الحديث الأول :  قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ( ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ) ٠


الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : محمد ابن عبد الوهاب | المصدر : الحديث لابن عبدالوهاب | الصفحة أو الرقم : 2/488 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | التخريج :أخرجه النسائي (2357) واللفظ له، وأحمد (21753) مطولاً. 

 شرح الحديث :  في هذا الحَديثِ يقولُ أُسامةُ بنُ زيدٍ رَضِي اللهُ عنهما: "قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لم أَركَ تَصومُ شَهرًا مِنَ الشُّهورِ ما تَصومُ مِن شعبانَ؟" أي: لا تُكثِرُ مِن صِيامِ التَّطوُّعِ في شَهرٍ مِن شُهورِ السَّنةِ بِمثلِ ما تُكثِرُ في صِيامِ شَعبانَ، وكان قد ورَد في صِيامِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِشعبانَ ما رُوِيَ في الصَّحيحَيْن مِن حَديثِ عائشَةَ رَضِي اللهُ عنها: "كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتَّى نَقولَ: لا يُفطرُ، ويُفطرُ حتَّى نَقولَ: لا يَصومُ، فَما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استَكملَ صيامَ شَهرٍ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه أكثَرَ صِيامًا مِنه في شَعبانَ".
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِزَيدٍ مُبيِّنًا له سَببَ صِيامِهِ: "ذلك شَهرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنه بَين رجبٍ ورَمضانَ"، أي: يَسْهو النَّاسُ عنه لِإكثارِهِمُ العِبادةَ في هَذَينِ الشَّهرينِ، "وهوَ شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ"، أي: أَعمالُ بَني آدمَ مِنَ الخيرِ والشَّرِّ والطَّاعةِ والمَعصيةِ، "إلى رَبِّ العالمينَ"؛ فلِذلك يَنبغي أن تكونَ الأعمالُ فيه صالِحةً، "فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عَملي وأنا صائمٌ"؛ أي: لِأنَّ مِن أفضلِ الأعمالِ عِندَ اللهِ مِن عِبادِه الصَّومَ، أو أنَّ الأعمالَ الصالحَةَ إذا صاحَبَها الصَّومُ رَفَع مِن قَدرِها، وأثبَتَ خُلوصَها للهِ عزَّ وجلَّ.
قيل: إنَّ المُرادَ بِالأعمالِ الَّتي تُرفَعُ إليه في شَهرِ شَعبانَ هيَ أعمالُ السَّنةِ، وقد جاء في الصَّحيحَيْن مِن حَديثِ أبي موسى الأشعَريِّ رَضِي اللهُ عنه أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ "يُرفَعُ إليه عَملُ اللَّيلِ قبلَ عَملِ النَّهارِ، وعَملُ النَّهارِ قبلَ عَملِ اللَّيلِ"، وأنَّ أعمالَ الأُسبوعِ تُعرَضُ يومَ الإثنَيْن ويومَ الخميسِ، كما في رِوايةِ أبي داودَ والنَّسائيِّ أيضًا، وقيل: هذا يَحتمِلُ عَرْضَها في السَّنةِ جُملةً، ويَحتمِلُ عَرْضَها في الأيَّامِ أوِ الأُسبوعِ تَفصيلًا أوِ العَكسَ؛ فكأنَّ الأعمالَ تُعرَضُ عرضًا بَعد عَرْضٍ، ولِكلِّ عَرْضٍ حِكمةٌ يُطْلِعُ اللهُ تَعالَى عليها مَن يَشاءُ مِن خَلقِه، أو يَستأثِرُ بِها عندَه مع أنَّه تعالى لا يَخفى عليهِ مِن أعمالِهِم خافيةٌ.
وفي الحَديثِ: أنَّ شَهرَ شَعبانَ مِنَ الأَشهُرِ المُرغَّبِ فيها بالصَّومِ.

قال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله في هذا الحديث فوائد عدة منها :

 أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه.
وفي قوله: (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم. 
وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف .

فوائد إحياء الوقت المغفول عنه  بالطاعة :

ثم قال رحمه الله، وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:

الفائدة الأولى: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل. لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه. ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء.

 وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته.
وكانوا يستحبون لمن صام أن يظهر ما يخفي به صيامه
فعن ابن مسعود: أنه قال: إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين.
وقال قتادة: يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام.
وقال أبو التياح: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه.

الفائدة الثانية: أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي  صلى الله عليه وسلم :(للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون).


الفائدة الثالثة: أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم .


قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- :

وفي صومه -صلى الله عليه وسلم- أكثر من غيره ثلاث معان:
أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبان؛ ليدركه قبل الصيام الفرض.
الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها.
الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.     تهذيب السنن: جـ3صـ318

الحديث الثاني : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1969 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

شرح الحديث : صَومُ النَّفلِ غيرُ مختصٍّ بزَمانٍ مُعيَّنٍ، بل كُلُّ السَّنَةِ صالحةٌ له إلَّا العِيدَ وأيَّامَ التَّشريقِ؛ وقدْ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كما في هذا الحديثِ -  يَصومُ أحيانًا مِن شَهرٍ كثيرًا حتَّى يُظنَّ أنَّه لا يُفطِرُ، ويَترُكُ الصِّيامَ من شهرٍ آخرَ فلا يَصومُ إلَّا قليلًا منه حتَّى يُقالَ: إِنَّه لا يَصومُ منه، وكان لا يَصومُ شهرًا كاملًا إلَّا شَهرَ رَمضانَ، ثُمَّ كان أكثرُ الشُّهورِ الَّتي يَصومُ فيها شَعبانَ، فكان يَصومُ غالِبَه؛ وذلِك لئلَّا يلتبسُ ذلك بالفَرائضِ، ولكي لا يَعدُّه مَن لا يَعلمُ منها. ولَمْ يَستكمِلْ صيامَ شَهرٍ غَيرِ رمضانَ؛ لئلَّا يُظَنَّ وجوبُه، وإنَّما كان يُكثِرُ من الصِّيامِ في شهرِ شعبانَ خُصوصًا؛ لأنَّه شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ لربِّ العالَمِين، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُحبُّ أنْ يُرفَعَ عملُه وهو صائمٌ.
وفي الحديث: أنَّ أعمالَ التطوُّع ليستْ منوطةً بأوقاتٍ معلومةٍ، وإنَّما هي على قدْرِ الإرادةِ لها والنَّشاطِ فيها.


ما جاء في ليلة النصف من شعبان : 


قال القاضي أبو بكر ابن العربي في كتاب (أحكام القرآن) ج/4/117: 
وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها. 

الحديث الأول : - في لَيلةِ النَّصفِ مِن شَعبانَ يوحي اللَّهُ إلى ملَكِ الموتِ بِقبضِ كلِّ نفسٍ يريدُ قبضَها في تلكَ السَّنةِ.


الراوي: راشد بن سعد | المحدث: الألباني | المصدر:  ضعيف الجامع الصفحة أو الرقم: 4019 خلاصة حكم المحدث: ضعيف. 

الحديث الثاني : -  تُقْطَعُ الآجالُ من شعبانَ إلى شعبانَ حتى إنَّ الرجلَ لينكحَ ويولدُ لهُ وقد خرجَ اسمُه في المَوْتَى.


الراوي: أبو هريرة | المحدث: الشوكاني | المصدر:  فتح القدير الصفحة أو الرقم: 4/801 خلاصة حكم المحدث: غير صحيح التخريج: أخرجه الديلمي كما في ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) للألباني (14/256)

الحديث الثالث : إذا كان ليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ فقُومُوا ليلتَها ، وصُومُوا يومَها ، فإنَّ اللهَ ينزلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ : أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فأَغْفِرَ له ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فأَرْزُقَه ؟ أَلَا مُبْتَلًى فأُعافِيَه ؟ أَلَا سائلٌ فأُعْطِيَه ؟ أَلَا كذا أَلَا كذا ؟ حتى يَطْلُعَ الفجرُ. 

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع | الصفحة أو الرقم : 652 | خلاصة حكم المحدث : موضوع | التخريج :أخرجه ابن ماجه (1388)، والفاكهي في ((أخبار مكة)) (1837). 

وهذا الحديث موضوع، ففي إسناده ابن أبي سبرة، قال عنه الإمام أحمد: كان يضع الحديث.
وقد ضعف الحديث: البوصيري في الزوائد، وابن رجب في لطائف المعارف، وأشار إلى ضعفه المنذري في الترغيب والترهيب.

الحديث الرابع : -  إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه ، فيغفرُ للمؤمنينَ ، و يُملي للكافرينَ ، و يدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه.

الراوي: أبو ثعلبة الخشني | المحدث: الألباني | المصدر:  صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 771 خلاصة حكم المحدث: حسن
التخريج: أخرجه الطبراني (22/223) (590)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3832) واللفظ له

روى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال في تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان:3-4].
في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج، فلا يزاد فيهم ولا ينقص.

وهذا أثر مقطوع من قول عكرمة، وجمهور المفسرين من الصحابة والتابعين، وأئمة التفسير على أن المراد بالآية ليلة القدر، لأنها هي التي نزل فيها القرآن.



والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نبذة عن المدونة بسم الله الرحمان الرحيم , مرحبا بكم في مدونة ابوزيا عبدالبر . هى مدونة عربية مغربية اسلامية , تقدم شروحات حصرية فى هذا المجال من خلال مدونتنا ومستقبلا في قناتنا على اليوتيوب ان شاء الله, كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من القصص الواقعية التي تحتوي على الكثير من الفوائد والعبر . ,