تعريف سورة الجن و المزيد من المعلومات عنها
تعريف سورة الجن و المزيد من المعلومات عنها
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيمِ
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : أقدم لكم في هذه التدوينة ، تعريف سورة الجن و أسباب نزولها والمزيد و المزيد عن هذه السورة العظيمة .
1_تعريف سورة الجن :
سورة الجن سورة مكيّة ، فقد نزلتْ على رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة ، وهي سورة من سور المفصل ، يبلغ عدد آياتها 22 آية، وهي السورة 72 في ترتيب سور المصحف الكريم ؛ حيث تقع في الجزء 29 والحزب 28 .
نزلتْ سورة الجن بعد سورة الأعراف ، وقد بدأت بفعل أمر، قال تعالى في مطلعها : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا }.
وفيما يأتي من هذه التدوينة سيتم تسليط الضوء على سبب نزول سورة الجن إضافة إلى سبب تسميتها وفضلها .
2_أسباب نزول سورة الجن :
أما سبب نزول هذه السورة فقد ترجم أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "المسند المستخرج على مسلم" بابا أسماه: كيف كان سبب نزول: {قل أوحي إلي} .
وأورد تحته القصة التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما وهي من رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا: ما لكم ؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قال ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث، فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء، قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} . وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم:{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ } {الجـن:1} وإنما أوحي إليه قول الجن .
3_فضائل سورة الفاتحة :
لم ترِدْ في فضل سورة الجن أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- ، بل إنَّ كلَّ ما وردَ عبارة عن أحاديث موضوعةٍ لا أصْلَ لها .
إنَّما فضل سورة الجن كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريمِ كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ المشهورِ الذي رواهُ ابن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" .
وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به من أحكام سنَّها الله تعالى للمسلمين في كتابه الكريم، كالحثِّ على الخضوعِ لله تعالى والاعتماد المطلَق عليه تعالى لأنَّ الضرَّ والنفعَ بيدِه وحده لا شريك له ولا ند له -جلَّ وعلا- .
4 سبب تسميتها بسورة الجن :
بعد أن تحدثنا عن سبب نزول سورة الجن، سنسلط الضوء على سبب تسمية هذه السورة بسورة الجن، ومن الجدير بالذكر أولًا أنَّ أسماء السور القرآنية كثيرة ومختلفة باختلاف سبب تسميتها، فمنها ما يُسمَّى بأسماء مطالعها ومنها ما يُسمَّى بأسماء القصص التي وردتْ في آيات هذه السورة.
أمَّا فيما يخصُّ سورة الجن على وجه الخصوص فقد سُمِّيت هذه السورة بسورة الجن لأنَّها جاءت على ذكر الجنِّ، قال تعالى فيها : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}،[ سورة الجن:1]وقال تعالى أيضًا سورة الجن: { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}،[ سورة الجن:3 ].
ومن الجدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة تسمى أيضا بسورة "قل أوحي إلي" لأنها افتتحت بها، وقد بوب بهذا الاسم البخاري في كتاب التفسير من صحيحه .
5 مضمون سورة الجن :
1 - بدأَت الآيات بالحديثِ عن أنَّ نفرًا من الجنِّ كانوا يستمعونَ إلى القرآن الكريم فتأثَّروا ببلاغتِه وإعجازهِ كثيرًا وذهبوا يدعونَ قومَهم إلى الإيمانِ وإلى تنزيهِ الله تعالى من كلِّ نقصٍ، قال تعالى: "قلْ أوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ اسْتمَعَ نفَرٌ منَ الجنِّ فقَالُوا إنَّا سَمعْنَا قُرآنًا عجَبًا * يَهدِي إلَى الرُّشدِ فآمَنَّا بهِ ولَنْ نُشرِكَ برَبِّنَا أحَدًا" .
2 - وذكرَت الآياتُ أنَّ الاستعانة بالجنِّ لا تنفعُ أبدًا كما كان يفعلُ بعضُ البَشرِ، قال تعالى: "وأَنَّهُ كانَ رجَالٌ منَ الإِنسِ يعُوذُونَ برِجَالٍ منَ الجنِّ فزَادُوهُمْ رهَقًا" .
3 - وذكرَت محاولات الجنِّ للاستماعِ إلى أخبار السَّماءِ وفشلَها بسببِ الشهُب التي تحرسُ السماءَ وبيَّنت الآياتُ أنَّ الجنَّ يقسمون إلى مؤمنين وكافرين ، وحدَّدت مصير كلَّ طائفةٍ منهُم، قال تعالى: "وأَنَّا منَّا المُسلِمُونَ ومِنَّا القَاسِطونَ فمَنْ أسلَمَ فأولَئِكَ تحرَّوْا رشَدًا * وأَمَّا القَاسِطُونَ فكَانُوا لجَهَنَّمَ حطَبًا".
4 - ثمَّ تناولت بقيَّةُ الآياتِ الحديثَ عن الدعوة التي جاء بها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- ومحاولاتِ قومه بإبعادِه عن دعوة الحقِّ التي يدعوهم إليها،
5 - ثمَّ ختمت بأمرِ الله تعالى للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أن يُسلمَ أمرَه لله ويظهرَ له الخضوع لأنَّه لا يملكُ الضرَّ والنفعَ إلا الله تعالى ولأنَّه وحده من يعلمُ الغيبَ، قال تعالى: "قلْ إنِّي لا أمْلِكُ لكُمْ ضرًّا ولَا رشَدًا * قلْ إنِّي لنْ يجِيرَنِي منَ اللَّهِ أحَدٌ ولَنْ أجِدَ منْ دونِهِ ملتَحَدًا"، وقال تعالى: "عالِمُ الغَيبِ فلَا يظْهِرُ علَى غيْبِهِ أحَدًا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق