شهر رمضان
ليلةُ القَدرِ / فَضلُها / وما يُشرَع فيها / ووقتُها
ليلةُ القَدرِ / فَضلُها / وما يُشرَع فيها / ووقتُها
يَتناقَلُ
النَّاسُ عبْرَ وسائلِ التواصُل الاجتماعيِّ
رَسائلَ مُفادُها تَرسيخُ عقْليَّةِ
المُسلِمِ بأنَّ ليلةَ 27
من
رمضانَ هي ليلةُ القَدْرِ ⸲
ويَحرِصُ
بعضُهم على إقامةِ الدَّلائلِ والبراهينِ
على ذلك .
ويُلاقي
هذا القولَ فَرحةٌ عارِمةٌ عند كثيرٍ من
الناس؛ فما أهوَنَ عليهم أنْ يَحصُروا
هِمَّتَهم في ليلةٍ واحدةٍ في العُمرِ
الرَّمضانيِّ!
ويَخلُدون
إلى الرَّاحةِ والدَّعَة والعادةِ ⸲
مُغترِّين بليلةِ 27
أو
ليلةِ 29
(ليلة
الخَتْم)
.
وتَنبيهًا
على مَغبَّةِ قَصْرِ النَّاسِ في عِبادتِهم
على ليلةٍ واحدةٍ أو ليلتينِ، وتَثبيطِ
عَزائمِهم، وتَوهينِ هِمَمِهم:
كَتَبْتُ
هذه التدوينة
؛
ابتغاءً لِتَصحيحِ المفاهيمِ المُغلوطة،
ورَأْفةً بحالِ الأُمَّة المُسلِمة
المَغلوبة
.
ما سبب تسميتها بليلة القدر؟ :
ما
ورد في
سبَبِ تَسمِيَتِها بليلةِ القَدرِ عِدَّةُ
أقوالٍ منها
:
قال
النووي :
قال
العلماء سميت ليلة القدر لما تكتب فيها
الملائكة من الأقدار لقوله تعالى :
﴿
فِيهَا
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾
[
الدخان-4
]
.
وقيل
سميت ليلة القدر من باب التعظيم لأنها
ذات قيمة وقدر ومنزلة عند الله تعالى
لنزول القرآن فيها كما قال تعالى :
﴿
إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ
إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾
[الدخان-3].
وقيل
سميت بليلة القدر لما يقع فيها من تنزل
الملائكة ، ولما ينزل فيها من البركة
والرحمة والمغفرة ، وأن الذي يحييها يصير
ذا قدر ، ولأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة
.
فضائلُ ليلةِ القَدرِ :
- أُنزِلَ فيها القُرآنُ:
قال
تعالى:
﴿
إِنَّا
أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾
[القدر:
1]. وذلك
أن الله[تعالى]
،
ابتدأ بإنزال
القرآن
في
رمضان [في]
ليلة
القدر، ورحم الله بها العباد رحمة عامة،
لا يقدر العباد لها شكرًا .
- يقَدِّرُ اللهُ سبحانه وتعالى فيها كُلَّ ما هو كائنٌ في السَّنَةِ:
قال
تعالى:
﴿
فِيهَا
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا
مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
﴾
[الدخان:
4-5].
ففي تلك الليلةِ يُقَدِّرُ اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ ، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسُّعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذَّليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه .
ففي تلك الليلةِ يُقَدِّرُ اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ ، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسُّعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذَّليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه .
- أنَّها ليلةٌ مُبارَكة:
قال
تعالى:
﴿
إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ
﴾
[الدخان:
3].{
فِي
لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ }
أي:
كثيرة
الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي
خير من ألف شهر، فأنزل أفضل الكلام بأفضل
الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة
العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة
وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره
ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل
لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي .
- العبادةُ فيها تَفضُلُ العبادةَ في ألفِ شَهرٍ:
قال
تعالى:
﴿
لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
﴾
[القدر:
3]. فالعبادةُ
فيها أفضَلُ عند اللهِ مِن عبادة ألفِ
شَهرٍ، ليس فيها ليلةُ القَدرِ ⸲
وألفُ
شَهرٍ تَعدِلُ:
ثلاثًا
وثمانينَ سَنَةً وأربعةَ أشهُرٍ .
- ينزِلُ فيها جبريلُ والملائكةُ بالخَيرِ والبَرَكةِ:
قال
تعالى:
﴿
تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
﴾
[القدر:
4]. فتنزِلُ
الملائكةُ فيها إلى الأرضِ بالخَيرِ
والبَرَكة والرَّحمةِ والمَغفرةِ.
- ليلةُ القَدرِ سَلامٌ:
قال
تعالى:
﴿
سَلامٌ
هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
﴾
[القدر:
5] . فهي
ليلةٌ خاليةٌ مِنَ الشَّرِّ والأذى،
وتكثُرُ فيها الطَّاعةُ وأعمالُ الخَيرِ
والبِرِّ، وتكثُرُ فيها السَّلامةُ مِنَ
العذابِ؛ فهي سلامٌ كُلُّها.
علامةُ ليلةِ القَدْرِ :
من
علاماتِ ليلةِ القَدرِ أنَّ الشَّمسَ
تطلُعُ في صبيحَتِها صافيةً، ليس لها
شُعاعٌ .
" ليلَةُ
القَدْرِ
لَيْلَةٌ
بَلْجَةٌ
، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، ولا يُرْمَى
فيها بنَجْمٍ ، ومِنْ علامةِ
يومِها
تَطلُعُ الشمْسُ لا شُعاعَ لَهَا " .
الراوي
:
واثلة
بن الأسقع وعبادة بن الصامت|
المحدث
:
الألباني
|
المصدر
:
صحيح
الجامع|
الصفحة
أو الرقم :
5472
|
خلاصة
حكم المحدث :
حسن .
سَأَلْتُ
أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه،
فَقُلتُ:
إنَّ
أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ:
مَن
يَقُم الحَوْل
يُصِبْ
لَيْلَةَ
القَدْرِ؟
فَقالَ
رَحِمَهُ اللَّهُ:
أَرَادَ
أَنْ لا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَما إنَّه
قدْ عَلِمَ أنَّهَا في رَمَضَانَ،
وَأنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ،
وَأنَّهَا لَيْلَةُ
سَبْعٍ
وَعِشْرِينَ، ثُمَّ حَلَفَ لا يَسْتَثْنِي،
أنَّهَا لَيْلَةُ
سَبْعٍ
وَعِشْرِينَ، فَقُلتُ:
بأَيِّ
شيءٍ تَقُولُ ذلكَ؟ يا أَبَا المُنْذِرِ،
قالَ:
بالعَلَامَةِ،
أَوْ بالآيَةِ الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ
لَهَا.
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 762 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
هل ليلةُ القَدْرِ تتنقَّلُ أم هي ثابتةٌ ؟
لا تختَصُّ ليلةُ القَدرِ بليلةٍ مُعَيَّنةٍ في جميعِ الأعوامِ، بل تتنقَّلُ في ليالي العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، وهو مَذهَبُ الشَّافِعيَّة ، والحَنابِلة ، وقولٌ عند المالكيِّة وهو قَولُ أكثَرِ أهلِ العلم.
-
عن
أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
قال:
(كانَ
رَسولُ
اللَّهِ
صَلَّى
اللهُ
عليه
وسلَّمَ
يُجاوِرُ
في
رَمَضانَ
العَشْرَ
الَّتي
في
وسَطِ
الشَّهْرِ، فإذا كانَ
حِينَ
يُمْسِي مِن
عِشْرِينَ
لَيْلَةً
تَمْضِي،
ويَسْتَقْبِلُ إحْدَى
وعِشْرِينَ
رَجَعَ
إلى مَسْكَنِهِ، ورَجَعَ مَن
كانَ
يُجاوِرُ
معهُ، وأنَّهُ أقامَ في
شَهْرٍ
جاوَرَ فيه اللَّيْلَةَ
الَّتي
كانَ
يَرْجِعُ
فيها، فَخَطَبَ النَّاسَ، فأمَرَهُمْ
ما شاءَ اللَّهُ،
ثُمَّ
قالَ:
كُنْتُ
أُجاوِرُ
هذِه
العَشْرَ،
ثُمَّ
قدْ
بَدا
لي
أنْ
أُجاوِرَ
هذِه
العَشْرَ
الأواخِرَ،
فمَن
كانَ
اعْتَكَفَ
مَعِي
فَلْيَثْبُتْ
في
مُعْتَكَفِهِ،
وقدْ
أُرِيتُ
هذِه
اللَّيْلَةَ،
ثُمَّ
أُنْسِيتُها،
فابْتَغُوها
في
العَشْرِ
الأواخِرِ،
وابْتَغُوها
في
كُلِّ
وِتْرٍ،
وقدْ
رَأَيْتُنِي
أسْجُدُ
في
ماءٍ
وطِينٍ،
فاسْتَهَلَّتِ
السَّماءُ
في
تِلكَ
اللَّيْلَةِ
فأمْطَرَتْ،
فَوَكَفَ
المَسْجِدُ
في
مُصَلَّى
النبيِّ
صَلَّى
اللهُ
عليه
وسلَّمَ
لَيْلَةَ
إحْدَى
وعِشْرِينَ،
فَبَصُرَتْ
عَيْنِي
رَسولَ
اللَّهِ
صَلَّى
اللهُ
عليه
وسلَّمَ،
).ونَظَرْتُ
إلَيْهِ
انْصَرَفَ
مِنَ
الصُّبْحِ
ووَجْهُهُ
مُمْتَلِئٌ
طِينًا
وماء
المحدث
:
البخاري
|
المصدر
:
صحيح
البخاري |
الصفحة
أو الرقم :
2018
|
خلاصة
حكم المحدث :
[صحيح]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق